في بداية الثمانينات من القرن الماضي بدأ عملاقي كرة القدم المصرية الأهلي
والزمالك حصادهما الأفريقي, فتألق الأهلي عام 1981 وحرمته حادثة إغتيال
الرئيس الراحل أنور السادات من حصد أول ألقابه في بطولة أبطال الدوري
الأفريقي عندما إنسحب من نصف النهائي أمام (جيت تيزو إيزو الجزائري) الذي
أحرز لقب تلك النسخة فيما بعد..
لكن استطاع الأهلي إحراز أول لقب له في هذه البطولة عام 1982 على حساب كوتوكو
الغاني ثم فقد نفس البطولة أمام نفس الفريق في العام التالي قبل أن يحرز
ثلاثية تاريخية متتالية وغير مسبوقة في أبطال الكأس أعوام 1984 و 1985 و
1986 ثم أضاف لقبه الثاني في أبطال الدوري عام 1987 على حساب الهلال
السوداني, اما الزمالك فلم ينتظر طويلاً وحقق أول ألقابه في أبطال الدوري
عام 1984 على حساب شوتنج ستارز النيجيري وتبعها بلقب أخر في نفس البطولة
بعدها بعامين على حساب أفريكا سبور الإيفواري.
خلال حقبة التسعينات من نفس القرن وبالتحديد عام 1994 قرر الأهلي مقاطعة
البطولات الأفريقية بعد لقاءه مع غريمة الزمالك على ملعب البنك الوطني في
مدينة جوهانسبرج في كأس السوبر في شهر يناير 1994 على خلفية عقوبات الكاف
ضده بعد اللقاء الذي أداره الحكم الجنوب أفريقي المثير للجدل بتروس
ماتابيلا من ناحية وعدم جدوي البطولات الأفريقية وقتها كما رأت إدارة
النادي من ناحية أخرى.
هذه الحقبة بدأها القطبين الكبيرين بتتويجين, الزمالك ببطولة أبطال الدوري على حساب كوتوكو الغاني عام 1993
والأهلي ببطولة أبطال الكأس على حساب أفريكا سبور الإيفواري في نفس العام
وهو العام الذي بدء فيه الإتحاد الأفريقي وضع تصنيف للأندية الأفريقية
بمناسبة تنظيمة للبطولة الخمسون في تاريخة وهو التصنيف الذي جاء فيه
الأهلي في المركز الأول برصيد 34 نقطة وبفارق خمسة عشرة نقطة كاملة عن
الزمالك الذي حل في المركز السادس في هذا التصنيف برصيد 19 نقطة.
غياب الأهلي عن المشاركات الأفريقية في هذه الفترة والتي دامت أربع سنوات
إستغلها الزمالك كأحسن ما يكون، وأحرز لقبه الرابع في أبطال الدوري عام
1996 بفارق الركلات الترجيحية على حساب شوتنج ستار النيجيري و أضاف لقبه الثاني في كأس السوبر على حساب المقاولون العرب عام 1997 بنفس
الطريقة وهو الأمر الذي حسن ترتيب الفريق في الترتيب و جعلة يحتل المركز
الثاني في التصنيف في نهاية القرن بعد ان أضاف لقب وحيد في بطولة أبطال
الكأس عام 2000 على حساب كانون ياوندي الكاميروني.
في عام 2001 و خلال حفل كبير في جنوب أفريقيا نظمه الإتحاد الأفريقي تم تتويج الأهلي بلقب نادي القرن في قارة المواهب بحضور رمزة الراحل صالح سليم ونجمه الكبير محمود الخطيب.
مناوشات
أنصار الزمالك على المستوى الأعلامي و الجماهيري لم تتوقف منذ هذا التتويج
, حيث يري البعض أن الزمالك أحق بلقب نادي القرن و فقاً للإعتبارات
التالية:
أولاً: المساواة في النقاط بين بطولة أبطال الدوري و بطولة أبطال الكأس جانبه الصواب لأن البطولة الأولي أهم و أقوي من الثانية.
ثانياً:
تجاهل البطولة الأفروأسيوية وعدم منح الفائز بها أي نقاط أمر يراه
الزملكاوية مجحفاً بناديهم الذي أحرز لقبين في هذه البطولة مقابل لقب وحيد
لمنافسهم.
ثالثاً:
الزمالك هو أكثر الأندية الأفريقية فوزاً بالبطولات خلال القرن العشرين
برصيد سبع بطولات مقابل ست بطولات للأهلي حتي لو تم إستبعاد البطولة
الأفروأسيوية.
رابعاً:
هذا التصنيف تم وضعة وفقاً لأهواء بعض مسئولي الكاف ليفوز الأهلي بلقب ناد
القرن على حساب الزمالك هكذا يردد أنصار البلانكو المصري من إعلام و
جماهير.
أنصار الأهلي لم يقفوا مكتوفي الأيدي حيال هذه الإدعاءات
– على حد قولهم- ويرون أن الحديث في هذا الأمر الأن شيئ من العبث ومضيعة
الوقت خصوصاً بعد إرتفاع الفارق بينهم وبين الزمالك لأكثر من خمسون بطولة
, ويردون على أنصار غريمهم في هذه النقاط:
1.
بطولة أبطال الدوري و أبطال الكأس كانتا في نفس القوة وفقاً للنظام القديم
حيث كانت كلاهما تتطلب 10 مباريات لإحراز لقبها بل أن بطولة أبطال الكأس
كانت تفوق بطولة أبطال الدوري من حيث المستوي الفني و الأندية المشاركة في
بعض الأحيان و يدللون على ذلك بأن حصول فريقهم على لقبي أبطال الدوري عامي
1982 و 1987 على حساب كوتوكو الغاني و الهلال السوداني , كان أسهل من
حصوله على لقبي أبطال الكأس عامي 1984 و 1985 على حساب كانون ياوندي و
ليفنتس النيجيري.
2.
إذا كان البعض يقول أن بطل الدوري في أي دولة أقوي من بطل الكأس فإن
الزمالك حقق ثلاث من بطولاتة الأربع في أبطال الدوري خلال هذا القرن
العشرين دون أن يكون هو البطل الفعلي للدوري المصري حيث شارك بديلاً عن
المقاولون و الأهلي في بطولات 1984 و 1986 و 1996 بعد تفضيل الفريقين
الدفاع عن لقب أبطال الكأس في المرتين الأولي و الثانية وغياب الأهلي عن
الإشتراك في المرة الثالثة.
3.
إذا كان أنصار الزمالك يرون أن بطولة الدوري تستحق نقاط أكثر من بطولة
أبطال الكأس فكيف يريدون أن يتفوقوا على الأهلي ببطولة تحقق من لقاء واحد
مثل بطولة السوبر .. هكذا يرد أنصار الأهلي فيما يخص هذه النقطة.
4.
كيف يجامل الإتحاد الأفريقي الأهلي وبداية وضع الكاف لهذا التصنيف عام
1994 شهد توتر كبير و غير مسبوق بين الطرفين أعقبه غياب الأهلي عن
المنافسات الأفريقية لمدة أربع سنوات بعد سلسلة عقوبات ضده تمثلت في أيقاف
المدافع إبراهيم حسن لمدة عام و إنذار مديره الفني ألان هاريس و مدير
الكرة طارق سليم و إبلاغ الإتحاد الدولي بهذه العقوبات؟
5.
الإتحاد الأفريقي لم يضع معايير دقيقة و مشابهة لما وضعة الإتحاد الدولي
عندما إختار ريال مدريد كناد للقرن في العالم و إتحاد امريكا اللاتينية في
إختياره لبوكا جونيور كناد للقرن في أمريكا الجنوبية و تجاهل البطولات
المحلية الطريق الشرعي نحو المشاركات القارية و التي لو وضعت في الحسبان
لكان الفارق بين الأهلي و الزمالك كبيراً جداً.
6.
يستعجب عشاق القلعة الحمراء من فتح ملف ناد القرن بعد أكثر من ثماني سنوات
على تتويج ناديهم و بعد أن زاد الفارق بشدة بين الناديين في التصنيف
الحالي بل و فقد الزمالك المركز الثاني لمصلحة النجم الساحلي التونسي بعد
أن أضاف الأهلي 34 نقطة لرصيده و رفعه إلي 74 نقطة مقابل 11 نقطة فقط
أضافها الزمالك خلال نفس الفترة.
7.
الأهلي يستحق لقب ناد القرن بجدارة لأنه حقق ست بطولات كبيرة و ماراثونية
مقابل خمس للزمالك و لا يمكن إعتبار بطولات النفس القصير كبطولة السوبر
معياراً لتفضيل الزمالك على فريقهم .. هكذا يري أنصار المعسكر الأحمر.
8.
لولا ترك الأهلي الساحة الأفريقية للزمالك خلال التسعينات و لمدة أربع
سنوات كان الأهلي مسيطراً خلالها على البطولات المحلية لما كان الفارق
توقف عند ثلاث نقاط بين الفريقين في نهاية القرن.
وبعيداً عن إدعاءات هذا الطرف أو ذاك و المناوشات و المشاحنات من هنا و هناك نترك
للغة الأرقام حسم هذا الأمر بعيداً عن الأهواء و العواطف , حيث شارك
الأهلي خلال القرن العشرين في المسابقات الأفريقية المختلفة ثمانية عشرة
مرة لعب خلالها 127 لقاء فاز في 69 منها بنسبة 55,5 % و تعادل في 27 لقاء
بنسبة 21,25% و خسر 31 بنسبة 24,4 % و سجل لاعبوه 215 هدفاً بنسبة 1,7 هدف
في اللقاء الواحد و تلقت شباكة 69 هدفاً بنسبة نصف هدف واحد تقريباً في
اللقاء الواحد.
أما الزمالك فقد شارك في المسابقات الأفريقية ثمانية عشرة مرة أيضاً خلال نفس
الفترة و لعب 103 مباراة , فاز في 54 منها أي بنسبة 52%و تعادل في 18 لقاء
بنسبة 17,5 % و خسر 31 لقاء بنسبة 30%, وسجل لاعبوه 163 هدفاً بنسبة 1,58
في اللقاء الواحد و تلقت شباك الفريق 89 هدفاُ بنسبة 8, هدف في اللقاء
الواحد.
من هذه النسب و الأرقام يتضح التفوق الواضح للأهلي على الزمالك و إستحقاقة
للقب نادى القرن بجدارة , و يبقي أن يفتخر عشاق الناديين الكبيرين بحلول
فريقيهما في المركزين الأول و الثاني على أندية أكثر من 50 دولة أفريقية.
( مصدر المقال )